اغراق السوق

اغراق السوق، إيجابياته، وسلبياته:

اغراق السوق
اغراق السوق

يعد عالم الاقتصاد متشعبا ومليئا بالمنافسة الشرسة في كل تشعباته فتكون المنافسة في مجال جودة المنتوج و في تقليل التكلفة وفي تسويقه وقد تطورت المنافسة الى ان اصبح بعض المنتجين يقومون بإحتكار المنتوج في السوق وذلك بخنق المنتجين الاخرين عن طريق اغراق السوق،فماهو اغراق السوق وماهي انواعه ،ايجابياته وسلبياته؟

مفهوم الاغراق:

هو الزيادة الكبيرة في كمية منتج او خدمة في السوق لتحفيزها والتأثير على سعرها بتخفيضه وهو ما يؤدي الى تأثير مباشر على آلية العرض والطلب وهو يعتبر مقبول في حالات  تدخل الدولة لحماية منتوجاتها الموجهة للاستهلاك الواسع من طرف المواطنين ويكون في حالات أخرى غير مقبول في عند اتخاذه كوسيلةلإحتكار منتج او خدمة ما  عن طريق الاغراق وهو يمكن ان يتعدى اثره من دولة لاغراق منتوجها في دولة اخرى.

متى تكون السلعة اغراقية؟

تكون السلعة اغراقية في حالتين هما:
-اذا كان سعر تصدير السلعة منخفض عن سعرها في السوق المحلية للبلد التي يصدرها.
-إذا قل سعر السلع والخدمات في الأسواق الخارجية عن الدولة المصدرة عن تكلفة إنتاجها.

انواع اغراق السوق:

هناك ثلاث انواع للاغراق يمكن ذكرها في العناوين التالية:

الاغراق الخارجي:

وهو قيام دولة يكون لها القوة والتخصص والامتياز في انتاج سلغة ما او مجموعة من السلع بإغراق دولة او عدة دول بهذه السلعة او من هذه المجموعة من السلع بأسعار أقل من قيمتها وتكلفتها لغرض الهيمنة واحتكار السوق على الأسواق.

الاغراق الداخلي:

يكون على مستوى الدولة او الوطن ،بين المؤسسات الاقتصادية والشركات القوية في نفس النشاط المنتجة لمنتوج متشابه تتنافس فيما بينها فتلجأ الى  اغراق المنتجات بكميات كبيرة تفوق الطلب بكثير في السوق بأسعار منخفضة لكسر وتحطيم المنافسين المتواجدين في السوق  والقضاء عليهم وبعدها احتكار السوق والبيع بأثمان مرتفعة.

الاغراق المؤقت:

يكون لفترات زمنية محددة تقوم به الحكومات بإغراق سلع وخدمات لغرض التأثير على الطلب المرتفع والمتصاعد الذي ينتج عنه تضخم، وذلك بزيادة انتاج السلع والخدمات لمواجهة الطلب المتزايد وخاصة السلع ذات الاستهلاك الواسع والضرورية للمواطنين وفي نفس الوقت امتصاص الكتلة النقدية الزائدة المتداولة في السوق.
وايضا تقوم الحكومات بإغراق الدول الأخرى في حالة كساد سلعها بتصريف الكميات الزائدة عن طريق التصدير. 

الاثار الاقتصادية من الاغراق:

يؤدي اغراق السلع في السوق الى عدة اثار نذكر منها:

 أثر الاغراق على الناتج المحلي:

يؤدي الاغراق الى اثار سلبية نذكر مايلي:

  • يؤدي بالمنافسین الآخرین فى السوق المحلى الى الافلاس وتفيير نشاطهم، وطردھم من السوق،والحد من قوة المنافسین الباقين وتقليل قدراتهم ومناوراتهم في المستقبل.
  • تصبح السوق بلا ضوابط ولا رادع وتؤدي الى العنف والحرب في سبيل كسب المال لفساد آلية العرض والطلب.
  • بعد نهاية مدة الاغراق وعزوف بعض المنافسين وتغيير نشاطهم  ودخول البعض في ازمات مالية نتيجة الخسائر التي لحقت بهم ينخفض مقدار الانتاج وهذا يؤدي الى زيادة الاسعار من جديد.
  • الاحتكارات  في السلع والخدمات ،تؤدى إلى ارتفاع  الأسعار، وانخفاض القدرة الشرائیة للنقود.
  • انتشار البطالة لتوقف المنافسين عن العمل، أو تقلیص إنتاجها نتيجة التأثر بخسائر الاغراق.
  • في أولى مراحل الاغراق يستفيد المستهلكون من انخفاظ في الاسعار نتيجة الكمية الكبيرة المعروضة في السوق ولكن بعد احتكار السوق تعود الاسعار لترتفع بشكل رهيب تؤدي بالمستهلكين الى خسائر اكبر من ما كسبوه في المراحل الاولى للاغراق.
  • غياب روح الابتكار والرغبة في توسيع المشروعات نتيجة الافلاس ومحدودية الارباح فيؤدي ذلك الى تقلص الانتاج وارتفاع الاسعار.

مكافحة الاغراق:

  لمكافحة الإغراق تفرض الدول اجراءات وتتخذ قرارات تلخص في فرض رسوم جمركیة على السلع المستوردة ، بحیث تصل بسعرھا في الخارج  إلى مستوى مقارب لأسعار مثیلاتھا في السوق الوطنية.
وفي السوق الوطنية تقوم بفرض عقوبات على المحتكرين وفرض قوانين لتسقيف اسعار المواد الاولية واسعار بيعها لحماية المستهلك.

وختاما مع زیادة الانفتاح على العالم ، فإن الأسواق الوطنیة اصبحت مفتوحة أمام كافة المنتجات والخدمات الواردة من الخارج بأسعار تنافسية لاستخدامهم تكنولوجيا عالية في انتاجها، وإذا لم تكن ھناك ضوابط محددة، فإن المؤسسات الصغیرة والمتوسطة والناشئة للدول النامية ودول العالم الثالث تكون عرضة لممارسات تجاریة سيئة تضر بھا،فقامت الحكومات بسن القوانين والتشريعات والاتفاقيات لمكافحة الاغراق.

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق